خواطر سليمان ... ( ٦٧٣ )
صلح الحديبية ١١
كان سؤالنا هل البيعة تكون من الأموات أم تكون من الأحياء؟
لا أرى إلا تفسيرا وحيدا لهذا السؤال
أنه صلوات ربي وسلامه عليه كان ينظر إلى عثمان رضي الله عنه بإعتباره غائبا عن البيعة وليس بميت أو مقتول ، ومن ثم أعتبره مبايعا لو كان معهم ، فمد رسول الله يده الثانية وكأنها يد عثمان ليبايعه ...
ياالله ..
هل تتخيل نفسك معايشا لهذه الأحداث ، وما فيها من قوة نفسية يتملكها الصحابة ،
قوة طاردة لكل شوائب التردد أو الضعف
قوة تجعلهم ظاهرين على أنفسهم بأعلى درجات التمكن والوثوق بما هو عند الله من وعد حق ...
أحداث ساخنة ، بل قل ملتهبة ..
لكن أجمل ما فيها انها تُنضج الإيمان في قلوبهم ، وتمحص حصائد التقوى التي تربوا عليها خلال الفترة المكية المريرة التي عاشوا .
أجمل ما وصلوا إليه بالفعل ووصلنا من بعدهم ، جمال وكمال رسالتهم كحقيقة واقعة ...
أن هذا الدين الذي يؤمنون به دين هدى ولا إكراه فيه ،
دين قائم على الإقناع لا قهر فيه ،
دين تجلى نوره كالصباح المنير ،
بدليل أنهم جاءوا إلى البيت ليعتمروا وليطوفوا وتمنعهم قريش ، وهي المهزومة منهم في غزوة الخندق من شهرين ..
لم تأخذهم غطرسة القوة ،
ولا نشوة النصر ليقتحموا البيت ليفعلوا ما يريدوه ،
ولكنهم صابرين ملتحمين خلف قائدهم صلوات ربي وسلامه عليه، يرى فيهم ما يراه الله وعليهم التنفيذ والتسليم والانصياع ...
سليمان النادي
٢٠٢١/٦/١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق