الأديب والصحفي /
تحسين المعموري /
قصة بعنوان/امي ودموعي….
اخوان هذه قصة حقيقية وواقعية حدثت معي وامامي ولكن مع احد اقربائي حيث كنت انا معه ورايت كل شي .. ابدا بقول ..سبحان الله والا اله الا الله الذي يجزي المرء بمثل عمله . فصح لسان القائل حين ..قال.. كما تدين تدان ..وكما تعمل تجد وكما تزرع تحصد .. تبدأ القصة.. كان لي قريب وهو يكون ابن عمة امي وكان كبير بالسن حيث انه يبلغ من العمر 62سنة وكان متزوج ولديه 6اولاد وكان اصغر اولاده يبلغ من العمر 9… اعوام واذكر ان زوجته كانت قاسية القلب على امه حيث كانت والدته تعيش معه ومع زوجته واولادهما في نفس البيت كون البيت هو بيت ولدها وقد مر وقت طويل وانا لم اتصل به او ازورهم لاني بصراحة لا اطيق زوجتة فقد كانت تعامل امه بقساوة وغلظة .. وذات يوم رن تلفوني واذا هو قريبي فقال لي اريدك ان تذهب معي لدار العجزة وقال لي ايضا اجلب سيارتك لنذهب بها كي ناخذ امي ونضعها في دار العجزة فقلت له وانا متالم وايضا اعرف ان هذا ليس قراره بل قرار زوجته قاسية القلب ولكني لا استطيع ان اتدخل بينهما وشؤنهما فقلت له ساتي اليك ثم ذهبت اليه وحين وصلت لقيته ماسك امه المسكينة بيده وهي ترتجف من التعب حيث انها لا تستطيع الوقوف وكان ايضا يحمل بعض المتاع والاغراض لامه وكان معه ابنه الصغير الذي هو اصغر اولاده ولكن هذا الصغير يمسك بيد جدته ام ابيه كان يحبها ولكن هو لا يفهم اين ابيه سياخذها واين سيضعها كان صغير السن لا يفهم وحين وصلت قال لي هيا لنخذ امي في سيارتك وناخذها لدار العجزة فان زوجتي ما عادت تتحمل رعايتها ثم ذهبنا ووصلنا لدار العجزة وحين وصلنا استقبلونا ثم قالو لقريبي املاإ استمارة ووقعها وبعد ذلك نادو على ممرضة هي تعمل هناك لرعاية المسنات وقالو لها خذيها لام هذا الرجل وضعيها في غرفة 17… ففعلت وذهبنا نحن معها فرايت دموع تلك الام المسكينة وهي تنزل علي يد ابنها زوج المراة القاسية حيث كانت تمسك بيده وتضعها على خديها وفجاة ونحن نضع الام المسكينة الكبيرة في السرير صرخ قريبي وهو يقول اين ابني الصغير اين ابني الصغير هو كان معنا ولكن حين انشغلنا بالمراة المسكينة امه لم ننتبه على الطفل الصغير فقالت الممرضة سوف اذهب وابحث عنه في الغرف او ردهات المرضى ثم ذهبت وبعد قليل جائت الممرضة وكان وجهها يملأه الدهشة والاستغراب والحزن الشديد ثم وصلت الينا وفجأة صرخت وبكت وهي تقول لا اله الا الله وسبحان الله الذي جعل ابنك اية كي ترى الحق حقا ايها الابن الذي قسوت على امك ولم تراعي كبر سنها وكم حملتك في بطنها وتعذبت كي تراك رجلا فوالله لقد نسيت احسانها عليك وانك من العاقيين بوالديك وستري عذاب الله يوم تقف انت وامك المسكينة بين يديه وبكت ايضا هذه الممرضة بعد هذا التعنيف لقريبي ولكننا كنا مستغربين لما هي تحكي هكذا ولماذا هي تبكي هكذا فسالها قريبي وهو في حيرة من امره وهو لا يعرف مابها تفعل هكذا واين ابنه الصغير الذي هي ذهبت لتبحث عنه ولكنها رجعت وحدها وكان من امرها ماكان وهنا قالت لنا الممرضة وهي تبكي تعالوا وانظروا ماذا يفعل ابنك في هذه الغرفة المجاورة لغرفة امك التي رميتها انت فيها ايها الابن القاسي رميتها في دار المسنيين دون رحمة تعال وانظر لابنك ماذا يفعل واساله لما يفعل هكذا وهو سيقول لك
وهنا ذهبنا جميعا مع الممرضة لنري ماذا هناك وحين وصلنا الى احدى الغرف وكانت مجاورة لغرفة ام قريبي هذا وجدنا ابنه الصغير وهو يرتب السرير ويرتب الفراش الذي علي السرير فاستغربنا من تصرفه هذا وساله ابيه وقال له يا بني ماذا تفعل ولماذا ترتب هذا السرير وهذا الفراش فقال الولد الصغير لابيه يا ابي لقد رايتك وانت تاتي بامك وهي جدتي التي احبها وتضعها في هذا المكان وفي تلك الغرفة فقررت في نفسي ان اتي الى هذه الغرفة التي هي بجنب غرفة امك ثم ارتب السرير والفراش حتى حين اكبر انا وانت تشيخ وتكبر وتكون كجدتي سوف اتي بك الى هنا واضعك في هذه الغرفة كما انت وضعت امك هنا وكي ايضا تكون معها والى جانبها…
فصرخت انا بعالي صوتي وصرخت معي الممرضة ونحن نسمع ونري الطفل وهو يقول هكذا لابيه قاسي القلب فبكينا وقد اغرقت الدموع عيوننا ونحن نقول سبحانك ربي لا اله الا انت سبحانك اعفو عنا يا رب يا رب ثم نظرنا الي ابن تلك الام المسكينة فريناه وهو يبكي ويصرخ ويقول عفوك يا رب سامحني يا الله سامحني يا الله ثم اغمي عليه من شدة ما راه من حكمة الله واية اللة وبعدها اخذنا امه ورجعنا الى البيت جيمعا وقد قام يقبل قدم امه ويدها وهو يطلب السماح منها ثم بعد ذلك وحين راى قريبي تلك الممرضة وعرف تلك الرحمة التي في قلبها وذلك الايمان والحب والحنان وخوفها وايمانها بالله فقد احبها وتزوجها ووقف معها وقد اكملت دراستها واصبحت دكتورة ومديرة ذلك المكان وقد انجبت بنت وقد سماها حكمة الله ..وهذه ايها السادة والقراء الكرام قصتي مع قريبي وامه والممرضة صاحبة القلب الطيب ومازلنا الي يومنا هذا نتذكر احداثها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق