مابين النهى والفؤاد
أكافئه بالبر يعتد في الختل
كأن به الربان قد قررا خذلي
فلا عقله في الحب كان مجربا
ولا قلبه طعم الغرام بمستحلي
ففي قلبه العقل الحكيم مسيطر
أبى الحب والقلب الرهين في العزل
وليس لقلب أن يدق محازبا
وذاك يرى في الحب شيئا من الجهل
فيا جائرا قل ما أردت عن الهوى
فما الحب إلا في العطاء وفي البذل
وما قلته في الحب ضرب غباوة
فأنت من الجهال إن لم تهم مثلي
أليس ملاذ المرء صدر حبيبه
لما قد تركت القلب ينبض في المحل
وأطلب منه أن يهادن في الهوى
يلوم وعيناه تطالب بالوصل
فيا لائمي في الحب بعد تودد
أما لمت في عينيك غطرسة الكحل
أما لمت في عينيك سطوة جرحها
وفي جرح عينيك الهوى لم يلم سؤلي
فإن كان قتلي في هواك مثابة
ترأف بقلبي ثم عجل وفي القتل
وإن كان قتلي قد ينم عن الرضا
فصوب سهام الحب وأقتل على مهل
خذ السيف وأطعن في الفؤاد جراحه
وعل الهوى الدامي يزود بالمصل
إليك قرار الصدر وأحذر نزيله
فمزق فؤادي ثم حاذر على النزل
لكي لا تصيب الساكنين بصحنه
وحاذر على كلي فإنك في الكل
وعاجل إلى حب يراك دثاره
وليس له إلاك في ذروة الطل
فأنت لفي قلبي وفي العقل قائم
ومن ذا الذي يمحو نداك من العقل
لغيرك إذ عيناي مالت بنظرة
فإني إلى عيني بادرت بالثمل
وقد سافرت عيناي نحو ديارك
فهيأ لها وأولم نداك لذا الرحل
وإن كان قتلي غاية خذ نصالك
وحاذر وأن تدمي يديك وبالنصل
فيا قاتلي في الحب من بقبلة
وهون على قلبي ومن بعدها أستعلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق