داءُ المخامر لا يهون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو فارقت عينٌ لها نوم الجفون ... لرهنت شيـبي دثـــرها كأب حـنون
وخلعتُ ثوبا ساتراً سدَ الثــغور ... وقــفا لها ذاك الــرداء لها كـــفون
وجعلت قلبي قدماً لها تـرهو به ... واحجز صـدري للرشوف حصون
فهي الدواء لدائي ان دنوت لها ... لبــــــاهرة لثم الشـفاه لـها أصون
فمالي أذا نأت وطال غيابــــها ... أبيتُ من كـمدِ اللـــواعج والشجون
فأعلل الذات صبراً بالأناة عدول... لا أن أقارع صخرة رأسي جنـون
فأُمسُ بالصدغِ من هوسٍ ذهــول... فهل بالملول بسهـــدٍ كهــذا ميــون
لمنقلبٍ يقلب وجهتي عما يكـون... وداءُ المـخامر بالغـــريزة لا يهـون
ففاق المقنن دمعهُ ملئت كؤوس ... فرحت أنـعتُ بالوشـــــــاة عَمُــون
أولم تروا بــــــراقة ثغراً حنون ... والرمش غازل جفـنها حنت عيون
فحل عزائي بالـــــــــغرام أنوح ... وأخاـف ان ازف الرحــيل منــون
والقلب أمسى ذاكراً في كـلِ آن ... إذا أبصر الهـام الرهيـــف خـؤون
فأني لحــتف رغم الجراح أميل ... آسفٌ على عـشـــقٍ كهذا تجـهلون
فبتُ كبور الأرض تشكو سبغها ... اتوق غمامة بالود من قطرٍ مـزون
قفولٌ به صك السحاب بماـــــئهِ... ومجــامر بالنـار من حـرقِ الفتـون
والجذر خالط دمعه عبق التراب... فأخضـر من سقيا الحـبيب غصون
يا غيلة عرجاء ما أكــــــدت به ... فهل لرفتٍ من حـــطامك يوزعون
حط العجاف بوالهٍ زمنٌ بغيـض ... وتراكمت ألآمـــهُ ومـضت سنـون
فلست بظن ان أصرح ما أقــول ... فالحق لا يغنــــي بكذب أو ظـنون
ابكيك يا دهر الجـفاء لِما الأفول ... ما هكذا غيٌ بنـــــارك يصـطلون
فهل حلاً للغزك بالشقاء حـــلول... صمتٌ اللسان محجباً قَفِلٌ ســجون
فهل واصبٌ عِثرٌ بمسلكه حؤول ... فنابذ نوماً بالــــــــــفراء عـــهون
أولم ترى اقزام عشقاً يعتـــلون ... ما كان من مـكرٍ لـغير يــــمكرون
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق