الاثنين، 31 يناير 2022

المحور / الأم.... أ. حيدر الفتلاوي

 قصة قصيرة

المحور / الأم.... أ. حيدر الفتلاوي 


حلم لم يكتمل ....

يخيم السكون على الأفق وهي جالسة خائبة فاترة متعبة على قارعة الطريق .تلتقط أنفاسها رأسها المقثل بالهموم والأوجاع متدلي بين ركبتيها . ماسكة بيدها غصنا صغيرا تنبش بالأرض بخطوط متعرجة  .جميع الأبواب طُرقت  :الأقارب والأصدقاء حتى رجال الدين قصدتهم لعلها تحظى بالمساعدة م̷ـــِْن بيت المال…. أراقت ماء وجهها وهي تتوسلهم لتعود بخفي الأنين ..مبعثرة مشوشة ….الذهن لٱ أحديسمع شكواها .الغيوم  السوداء اصطكت. بداخلها تبرق صواعق اليأس بروحها الهائمة في أودية التوهان عينها الغائرتان تتأرجحان خلف ذلك السراب المتصاعد م̷ـــِْن صحراء،قاحلة ذاكرتها المعطوبة  ليس،باستطاعتها أن تدير شريط الذكريات .أفنت حياتها وأجمل أيام عمرها  م̷ـــِْن أجل تربيته تحملت مصاعب الحياة القاسية بعد رحيل زوجها…. تسقي عود الأمل وكلما كبر وأزهر تزهر جوارحها حتى صار شاباً وسيماً تنتظر  عودته..

على باب الدار وفي ليلةزمجرنرد القدر… فأصابها الهم والكدر  وأصابه الوجع  وأصبح   عليلاهزيل الجسم مصفراً شاحب الوجه. أوهنه المرض طافت به البلاد م̷ـــِْن حكيم لآخر..لاجدوى م̷ـــِْن جميع جرعات العلاج التى يأخذها.فموعد إجراء العملية في المستشفى الحكومي ثلاثة شهور بعد توسلاتها ودموعها أصبح الموعد شهرين ….صالة العمليات الجراحية تارة مزدحمة 

وتارة أخرى تغلق لتعقيم والتعفير بحجج واهية. 

وشوشت لنفسها :

ماذا أفعل أمام ه̷̷َـَْـُذآ الزمان  الذي،غدرني يا قرة عيني

ماذا أفعل ياالهي-

كل الطرق مغلقة بوجهي….

قابلت مدير المستشفى. وبرجاء أم

قال لـٍهآ سوف أساعدك 

وكلف أحدمساعديه بإحالته للمستشفى .......الخيري برعاية مؤسسة دينية رفيعة المستوى   شعرت بذبذبة اطمئنان مبتورة سرعان ما تبعثرت على أبوابها لان أجور العملية  مكلفة تحتاج مبالغ تفوق تصوراتهاوحساباتها. احترقت بنار الخيبة والخذلان تلعلعت رياح العويل بداخلها طفقت عينها بالدموع ….استسلام عميق وتنشقت تنهيدات تشق عباب الروح انتهى كل شيء. ه̷̷َـَْـُذآ الصباح مائل نحو المغيب تيبس،العود ورحل الأمل وأغمض عيناه فوق أكتاف البشر المتلاطمة أمام باب الدار.

مساء….. اجتمع القوم وتكلم صاحب الجاه شيخهم الموقر. بصوت عال متفاخرا  يجب علينا إعداد وليمة لعزاء محمود تليق بشرف العشيرة.


حيدر الفتلاوي

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله

 لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله العراق 🇮🇶  في زقاق ضيق تفوح منه رائحة الخبز الطازج وأحلام الطفولة، كانت "هالة" تمر كل يوم بجانب ...