الثلاثاء، 25 يناير 2022

وداع لمرتحل بلا بكاء.... أبو مصطفى آل قبع

 وداع لمرتحل بلا بكاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سألت الذات متى الرحيل

قالت.. دع الجسد النحيف

لنوم مُقيل

فالروح تُحصد كالسنابل

والعزقُ يُصفد بالمناجل

لا بقيةً إلا دويل

فقلت.. وما الدليل

قالت.. أما تدري

بما تجني

عفا زمن عليك ليس به بقاء

عفتك الدهور بحزن وابتلاء

ومُسحة بالوجه تربة صماء

وحشاشة قد حجرت

وساعة قد أقتت

كالصخرة التيماء

والعين تمضي للظلام عماء

فلا ينفع الشيب الطلاء

رهجٌ سفا فيه الغبار

واستبدل الليل النهار

وصفرة في حلكلة غبراء

بعُدت يداك ظباء

وحط النوى

خارت قوى

أمسيت في لغبٍ عناء

فلا غرابة بانتهاء

بك عبرة عرجاء

وذقن ملتحى

والفاه في نهر غدت عطشى

وذاتك كالضب حيرى

والصبر مكنون الجوى

نتوء العظام كشوك

ملمس الصُبار

حُسر الفرات بحوضه غار

عمرٌ دنا قفرُ الجلاء

والثوب منفرج القباء

والعنق يُصرم قبضة

قم للرحيل بفجأة

والماء يُحجب والهواء

ضاع العقيق عفاء

والدلو جافى بئره

قُطعت رشاء

تحوط شائكٌ ما من نجاءٍ

وأن صلقت جهوراً بالنداء

فعرقك شحٌ بالدماء

فقلتُ.. أه.. على أهٍ

وأواه كثكلى بالعويل

غريب أنا بتُ الدخيل

أثقُلت قدمي.. أزف الرحيل

قلفٌ ينابذه اللحاء

زمن سما فيه العواء

ثوب الغرير سميل

جنح المقرب والعميل

وتكفين الرداء كفيل

فلا شُفعة ذاك القرين رعاء

واللحد طيات الخفاء

ريح عقيمٌ للوداع سفت

قفلُ المنية أحكمت

والأذن من وقرٍ أُصمت

والعين تُكفأُ قد عمت

هل ما فعلت كفاء؟

وهل يكفيك إن بكت النساء؟

وفاتحة الكتاب هداء

فالكلُ من هذا براء

فأين من ذاك الإباء

وما مسكت هباء

فما شئت هذا أو تشاء

فانت في ركبِ الوداع

والكل في رأسٍ صداع

وكفالة للذات في ذاك التلاء

فقد نُحر التوسل والرجاء

فلا مدد لضعفك أو نماء

ولم تحفل بقول أو ثناء

والخلقُ في موتٍ سواء

يدنو المعافى لها من فيه داء

ستحمل للبقيع بآلة حدباء

وكذا ألدنا مكفولة

حق الفناء

ومشيعا رمس القبور

.......لها مضاء

أبو مصطفى آل قبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله

 لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله العراق 🇮🇶  في زقاق ضيق تفوح منه رائحة الخبز الطازج وأحلام الطفولة، كانت "هالة" تمر كل يوم بجانب ...