الأحد، 20 فبراير 2022

لقاء ووفاء ***قصة قصيرة... بقلمرصفاء شريف

 قصة قصيرة بعنوان

  

             ***لقاء ووفاء ***



هند سيدة في العقد السادس من العمر، تدير دارا للأيتام و تعتني بالأطفال الذين شاءت الظروف أن يكونوا بلا هوية شرعية فكان قدرهم أن يصبحوا بلا مأوى.

كرست هند حياتها للاهتمام بهؤلاء الأبرياء لتضمن لهم مستقبلا أفضل و حياة كريمة.

في ليلة شتاء باردة جاءت سعاد و هي إحدى المربيات في الدار لتخبر هند أن هناك حالة طارئة في إحدى الغرف فقالت..

سيدتي هناك طفل يدعى إبراهيم يعاني من ارتفاع حاد في درجة الحرارة و تظهر عليه علامات الحصبة.

هرعت هند لمعاينة حالة إبراهيم فوجدت وضعه سيئا جدا.

استدعت طبيبا لفحص إبراهيم خوفا من تطور حالته و تفشي العدوى بين باقي الأطفال. 

فحضر طبيب  يدعى  محمود.. منذ اللحظة الأولى لدخوله تغيرت ملامح وجهها و أثار في نفسها   بعض الشكوك بسبب وحمة ظاهرة على جبينه. 

أخذ منها الأرتباك ماأخذ  وشتت انتباهها حتى أنها لم تنتبه إطلاقا لسؤال الطبيب والذي أعاده

عليها  أكثر  من مرة عن حالة الطفل المريض ..فقد عاد بها الزمن الي الماضي البعيد لأكثر من ثلاثة وعشرين عاما 

عندما كانت تستقل القطار ومعها طفلها ذو الثلاث سنوات  ذاهبة إلى القاهرة  لزيارة  أحد أقاربها وأثناء نزولها من القطار أفلت الطفل من يدها وضاع وسط الزحام الشديد في محطة مصر 

وكأنه تبخر في  الهواء ...ظلت تصرخ وتبكي وجاءت الشرطة واستمروا في  البحث عنه أياما   وشهورا دون جدوى حتي  فقدوا الأمل ولكنها لم تفقد  إيمانها لحظة واحدة  بأن تجده مهما طال الزمن

وأخيرا انتبهت  هند إلى سؤال  الطبيب..ووصفت له حالة الطفل  المريض 

فحص الطبيب الطفل المريض ووصف له الدواء  وما ان هم بالخروج ..طلبت منه تناول القهوة بمكتبها ..فرحب بطلبها  فقد شعر اتجاها بشيء غريب وإنجذاب نحوها .اثناء احتساء فنجان القهوةسألته عن اسمه كامل وعن  وعمره فأجابها بتلقائيه وبدون  شعور وجده نفسه يحكي لها حكايته  على  الرغم من أنه أول مرة يلتقى بها...فقال: وجدني رجل وقد كنت تائها في أحد الشوارع  القريبة  من محطة مصر ..وكان عاقرا لا ينجب  فتكفل بي هو زوجته ..ف أحسنوا تربيتي كأنني أبنا لهما حتى  أنه أعطاني اسمه لأنني كنت صغيرا جدا لم أدرك شيئا ولكن عندما شارف ابي بالتبني  علي الوفاة أخبرني الحقيقة  وكيف وجدني ومن وقتهاو دعائي في كل صلاة أن أعرف شيئا عن أسرتي الحقيقة  ولكن الي الآن لم يستجيب القدر 

وعند انتهاء  حديثه سالت دموع السيدة  هند من عيونها وقالت بل استجاب الله لدعائي ودعائك وضمته بقوة أثارت انتباهه وتملكت منه الدهشة والاستغراب 

ولكنها قرأت ذلك  بعيونه فأجابته قائلة  انت ولدي  نور العين وفلذة الكبد الذي  تاه  مني من ثلاثة وعشرين عاما ومن ذلك الوقت  وانا لم أفقد لحظة  إيماني بأن يجمعني بك القدر..وحين هم بالخروج طلب منها إجراء فحص الجيني للتأكد من الحقيقة ..وان كانت ظاهرة 

وافقت وفي  اليوم التالي أجروا هذا  التحليل ...وظلوا في  حالة ترقب وشغف الي ان ظهرت نتيجة  التحليل وكانت إيجابية 

ذهبت هند مع محمود  الي المنزل الذي نشأ فيه وترعرع  وتعرفت على الأم الذي ربته فشكرتها كثيرا وطلبت منها أن تأتي ليعيشوا جميعا في  منزل واحد ...في البداية رفضت  الأم ولكن تحت إلحاح  محمود وافقت 

وهكذا عاد محمود الي أسرته  الحقيقية دون أن ينسى  الأم التي ربته....


صفاء شربف   مصر  🇪🇬🇪🇬🇪🇬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله

 لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله العراق 🇮🇶  في زقاق ضيق تفوح منه رائحة الخبز الطازج وأحلام الطفولة، كانت "هالة" تمر كل يوم بجانب ...