.. فطفقت أبحث في الأمصار عنك
في كل الفيافي
بقصر بلقيس
وبناء عاد
عن خميصة من ثوبك يا حبيبي
تركتها أو أبقيتها لي
أو خلّيتها ذكرى ااا
لميقااات
لقابل الأيام والأوقااات
عن قميص أبلاه الزمان
عن إزار
عن رفاة في الفلاة ألقاها
أو بقايا ..
من عظام
عن جذوة نار كنت اصطليتها
لم يبق منها
سوى حجارتها
وبعض دفيئها
أو رماد
وسألت عنك
جلّ الراحلين يا نصيف قلبي
وخفقه
ودقّه
ونبضه
يا حشاشة روحي
ومهجتي وصبابتي
ياااا من
أسرت كياني
علّني أراك ميتا وحيا ( ميتا أو حيا )
فألقاك يا حبيبي
أو .. تلقاني
حتى الجمال
وإيم الله ربي
سألتهم
والخيول والحمير
والطيور والحيات سألتهم
مع البغال
وسألت الجبال
والفلوات
والكثبان
مع الوديان
وسألت عنك الليل وعتمته
والنجمات كذا
سألتها
والشمس والقمر
سألتهما ااا
وسألت عنك الراكعين بصبحهم
يوم أن نادى للفجر
المنادي
وكل رائح سألته
وسألت كل مسافر
و غاد
وشممت رائحة الظاعنين بجمعهم
علّ ترشدني اليك وتهديني
وما نسيت منهمو ( منهُمُ ) أحداااا
ذهابا ..
مع إياب
ودخلت الخيام تترى تباااعا لحاقا ااا
واحدة تلو أخرى ااا
وولجت كل بيت عامر
وبحثت عنك بكل دار
وحتى القبور أتيتها
وجلت بالعمران (القبور)
عن يمين
وعن يسار
فلم ألق لك أثرااا بينهم
ولا طيبا وراءك
يدلُني
قد فقدت يا خلّي
صواااابي
وسمعت نعيق بوم
من علٍ يزعق
لكأنما ينعي ويبكي
كان يرقب جيئتي
وذهابي
ويحدجني
ويرمقني بعينيه
لكأنما كان يريدني
و يقصدني
فيمّمت نحوه ناظري
وتبعته
فدلّني إلى دار خراب
غير مأهولة
مهجورة
فدخلتها بتؤدة على مهل
متوجّسا خائفا أرقب الدار
عن ميمن وشمااال
أمشي الهوينا
بتؤدة
.. وأناااة
وإذا بي ألقى حبيبي
مسجى وملقى
على الأرض
كنائم متبسّم ضاحك
وقد بانت نواجذه
وصورتي بين يديه
على صدره جاثمة
ناح الفؤاد ملقاة
ما زال يمسكها
لم تزل حرّى ااا
لكأنه ساعتها رحل
وهو يناجيها
ويحكيها
لكأنه ..
كان يراااني
حقيقة بأمّ عينيه
لا خيالا
ويحكيني كلاما ااا
عن زماااان
ووجدت بتلكم الدار
ظفيرتي
كنت أهديته اياها
مذ تعارفنا
وزجاجات عطري كلها
ورسائلي مخبوءة قرب أخمصه
ووجدت اسمي محفورا
على أحجارها
بكل جدار
ووجدت نصف أرغفتي
كان يخبئها
يبست
وذوى لونها
كأنما ذبلت
واحتارت الألوان فيها
وتوزعت مرخاة
بكل ناح
ووجدت سريرا بزاوية المكان
من حجر مصنوعا
ومن طين يا صاحبي
ومن تراب
دثاره وردا وزهرا
والوسادة مثله والمخدّة
أزاهير ووردا ملوّنات
حمراوات خجلى
بلون شقائق النعمان
والوطاء كذا تالله مثلهمو ( مثلهم )
مثل جنائن ترينهمو( ترينهم )
وحدائق غنّاء
بها كل الصنوف
ومن عصف بعد
ومن ريحان
فألقيت بكلّيتي عليه
أضمّه تارة
وساعة أشتمّه
وطورا احاكيه
وحينا أقلّبه
وما زلت أبكيه واندبه لساعتي
وقذ جفُت دموعي
من مآقيها
والحبر من قلمي
والحال قد أعياااني
انتظر الوفاة والموت
كي ألقى حبيبي هناك ببكرة
كذا .. يلقاني
فمذ مات حبيبي
مات نصفي
وآاااخر ينتظر اللقاء بمن أحب
والاذن بالرحيل
من الرحمن
اسماعيل عبد الهادي
أبو آمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق