{يا دهر العجيب}
أَ ما تكتفي من عبرتي وتحمُّلي
وأنت الذي ضعَّفتَ سهمي وصيقلي
عرفتُك مِن غرّ الشباب مخادعا
وما زلتَ 'حِرْبَا' في صباحي وأليلي
فما ذنب طِفل حلَّ دارَكَ باكيا
مطاعا لِأمر الله يا روعَ مطفِلِ
بلغتُ أشدي في استماع تجارب
وما زِلتَ عَينَ الشِّعر في نصِّ محفل
أَ لستَ حيِيًّا حين تسقي أكابري
بكأسك ذي شَهْدٍ وحَبَّة حنظلِ
أذقتَ أَبي مِن ناقع وهو ماتع
فعوجَّته في بلقع مثل سُنبل
أروم رجوعا عنك بل جلَّ مطلبي
لعلّك تُـروي القلب من حوض سلسل
وإلا فــلا تــرجُ ازدياريَ مــرةً
سأهجر دُنيا مثل 'إدريسَ مرسلِ
لأنَّ أحِبّا الله حِزْبُ مـفاقـرٍ
نميل إلى الفردوس فَاسمعْ مُرتَّلِي
مشهود رائدالشوق
(منتهى الحكم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق