الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

عيار ناري قصة قصيرة سمير عبد العزيز

 عيار ناري

قصة قصيرة

سمير عبد العزيز

كانت عقارب الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل عندما غادر القطار حاملا حقيبته ووطئت قدماه رصيف المحطة ..كانت المحطة خالية الا من عسكري يقطع الرصيف ذهابا وايابا....مضى عقد أو يزيد قليلا على آخر مرة زار فيها البلدة كان عمره حينها خمسة عشر عاما بصحبة أبيه... تهب بين الفنية والأخرى نسمة هواء تخفف من وطأة حر بؤونة.

عرج على مقهى المحطة ..جلس على كرسي وعلى كرسي بجانبه وضع عليه حقيبته ومن جيب قميصه أخرج علبة سجائره وأشعل واحدة ...سأل النادل وهو يرتشف قهوته عن وسيلة تنقله الى بلدته .. أجابه النادل: من الصعوبة الآن أن تجد وسيلة نقل وبخاصة في هذا التوقيت وأشار عليه أن ينتظر حتى الصباح .. لم يصغ لنصيحة النادل فهو في عجلة من أمره وعليه أن يفرغ من مهتمه قبل حلول الصباح فقرر أن يمضي الى بلدته مشيا على الأقدام ولاسيما وأن القمر بدرا والطريق ليس مظلما.

المكان يغلفه السكون ...يقطعه نقيق الضفادع وصرصور الغيط وحفيف أوراق عيدان الذرة ... لاحت له فى الأفق ملامح بلدته ... وقبل أن تقوده قدماه الى مشارفها أصابه عيار ناري أنطلق من وسط الزراعات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله

 لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله العراق 🇮🇶  في زقاق ضيق تفوح منه رائحة الخبز الطازج وأحلام الطفولة، كانت "هالة" تمر كل يوم بجانب ...