لا جرح لديك
نازفا
لتنزف كل هذا الكُره
لا ثقب غائرا في قلبك
ولا كنت الحبيب الذي
غادرناه بلا استئذان
أنت ..
كما كنا
ترتدي منا
ونرد عنك،
كل ما حملناه في طوافنا
كان شغف حلم قديم،
مرآة
تعكس ضوء الشمس البعيد
على وجوه أطفالنا
وعلى القادم
بلا خطى تجيء به إلينا
ليرانا،
ما رغبناه
سعينا إليه
ليكون لك سلام
ولنا معك هداية
فحملك القدر
لا ...
ليس القدر ما حملك إلينا
ولكنها الآليات المبرمجة
وشفرة التلقيح المهجنة
ونعاس عقولنا
فجلست
وتربعت
وعقدت عزمك
على فناء الداني من مقعدك
وما دنونا
لكنه قلبك المرتجف
ومذاق طعامك الجديد
وكسوتك المطعّمة بالخضوع
هي من جعلتك
تفتح آفاقا جديدة للغدر
وترسخ
لقوانين الطرد الجبرية
من مدار الحياة حولك
ومن تحت سماء الله الذي
جسدته حوائط
ومآذن
وجعلته مسجدا
لا نصلي فيه
وجعلته ستارا
تخفي خلفه حجارة قلبك
و رِدَتك علينا
نحن من ولاك
ومن عاهدتهم
أهو عهد بقاء؟؟
أم عهد مدموغ بشفرة الفناء؟؟!
لتخرج كل صباح بسكين زليخة
وتدعونا
لمآدبة العيش السعيد
فنهرول فرحا إليك
لتقتصّ
من أحلامنا
وتغلق
في أجسادنا كل مسامات التنفس
وتتركنا
نمتلئ غيظا
ونمتلئ كراهية
فنصبح
كابالونات العيد
بسن دبوس
ننفجر
ببكاء طفل جائع
نحترق
بشربة ماء من نهر جاف
نلتهب عطشا
وأمام عينيك
نترنح،
نتساقط كأوراق خريف
تنفخ فينا بكل زفير بغضك
نتناثر
أسفل عجلات واجهتك
وكبريائك
وتجبرك
ولا نجرؤ أن نبكي
لأنك تضحك،
تطالبنا بخضوع أكثر
نتكور،
تتمطى،
ومن شرفات العلياء تشير علينا
تقول:
هذا منجزي الأعظم
فتصفق
كل وكالات الأنباء
إذ كنت الدب بأيديهم
ونحن الصاحب
نسكن
قاع الجُب.
...............
عصام عبد المحسن
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق