الخوف مرض يأكل المنطق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا آسفٌ على دهر يُورثنا النُدب
وقوس الزمان يريش لنا النُشب
أما حرم الله كل ذي ظفر ومخلب
ونهش الضواري ولحم كلب
خفافيش ليل تُوارت بالنقم
وشفاه تمادت باللقم
تلذذت ببارد النعم
فتطاول ذو باع وجَذمها قزم
أجوازها عند الطعام نُكب
حتى الضفادعُ تصطخب
فلا نجاءٌ لصقر
بسجن قفول ينتحر
فتلك السجايا وبها أرب
ضاق الفضاء بما رحب
وبات الحلال محرم
خوفٌ تلبسنا سأم
أكبادنا نشزت أحشائها تجب
والله يعلم ما يجول بغيب
فالكيل في حد العناد طفح
والموت مكفول جنح
نذر الرقاب لنا ذبح
ودم ( الغيارى) ينسكب
فهل يكفي الشجب
وفرائس الأحراش تنهش
وديكٌ الخيلاء يهش
صمت تملكنا حُجب
ورمال صحراء مدافنها كثب
والموت يدنو بالبلاء رتب
وسما العذاب بنا وصب
ويدٌ الغلاة لهذا من خشب
شعبٌ لضيق يحتسب
الا تنجلي عنه الكُرب
والعنق يُصرم بحبل طُنب
فأين المفر ؟
زمن يوليك الدبر
فلا نجاة لمهرب
فقد حز الوتين غضب
هلعٌ والكل ينتحب
هذي المنايا أَلْوَانِهَا خَطَب
وجَمَاجِمٌ يُبَّسٌ العقول خَرِبُ
فسَوَادِ لَّيْلِ قد آتاكم مُنْقَضِبُ
وهنَّ بالْجَوْفِ بدم شخب
فأيٌ بهذا عاف منقلب
بقتلِ العفاف لحرة ونَّجَب
والطبعُ فينا لا شماتةَ من حُقب
رغم السلاسل والأعناق تضطرب
والخرق متسعٌ بنا والدار تنتهب
ألم تعلموا حلاً لربٍ مُرتقب
والفعلُ من هذا عجب
طفلٌ لها لجب .. قتلٌ لأب
والأم تغتصب
أبشارها جرب
والطير يذبح ما صف
ريشٌ من زغب
طارت لفائفكم والنزلُ مغترب
والموت نارٌ تلتهب
لا ينفع المحذور ما وجب
مما اعترانا من لغوب أو سغب
يا من سعيتم حرقنا نار الحطب
قد قطعت اسبابنا
وبتلت أوصالنا
وقابل بإيام حبلى
رثيث الجراح وقتلى
فإلى متى
جرح بنا يشفى
ابو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق