أحمد قرّاعة
..ولنْ أسْتَثْنِي أَحَدًا
يا بلادي
منْ يعشْ مثلي غَبِيًّا لابسًا ثَوْبَ الفؤادِ
قد طَوَى العمرَ شَقِيًّا
ناقخًا في جَذْوِ نارٍ منْ رَمَادِ
واهِْمًا يُحْيِي النّبَاتَ في أراضيك القفار
أوْ على الخدّينِ مَسْحًا بِرَذَاذٍ منْ وِدَاد
عَلَّ منْ عَيْنَيْكِ بَرْقًا قَدْ يُشِيرُ بِالنَّهَار
عَلَّكِ تَسْتَيْقِظِينَ تَبْحَثَينَ عنْ قَمِيصٍ أوْ إزَار
قدْ تَعَرَّيْتِ وَ بانَتْ
بُقَعُ الأنْيَابِ زُرْقًا عَضَّةَ الحِقْدِ بِنَارِ
فاسْتَفِيقِي كُلَّمَا غَطَّيْتُ نَهْدًا
عَرَّتِ الأنْذَالُ فَخْذًا وَ أَتَوْكِ للفَسَادِ
واسْتَبَاحوكِ (بَهيمًا) أوْ أثيمًا اوْ لئِيمَا
كاللّقيطِ ...
لَوْ تُفاخِرْهُ بِرَحْمٍ سَبَّهُ عَيْبًا و لامَهْ
كاللَّقِيطِ جَمَّعَ مَاءَ الزُّنَاةِ
لَيْسَ تَعْنِيهِ أُخُوّهْ
لا يبالِي أَنَّهُ ضَاجَعَ أُمَّهْ
فاسْتَفِيقِي
واعْرَفِي كَمْ عَلَاكِ واعْتَلاكِ
منْ دَنِيءٍ و سقيه وكذوب خَابَ قَلْبَا
جَمَّعَ فيهِ صِفَات منْ أَرَادَ اللهُ ذَمّهْ .
تِلْكَ حَالٌ يَا بِلادِي مِنْ سِنِين
كَمْ رَجوْتُ قائِدًا أوْ عَاقلًا قدْ تَلِدين
لكنْ المولود منْ شتّى النِّجَاس
لا يكون غيرَ قَّوادِ خسيس
فاستَفيقي يا "أُمَيْمُ" وارفعي لله كفًّا
واسْألِي الله يُصيبُ كلَّ من ساسُوا و عابُوا
بأعاجيبِ الدّواهِي
منْ خلاءٍ للبيوتِ وشتاتِ للذينَ قدْ أحبّوا
دَعوةُ الأمِّ كثيرًا ما تجابُ .
يا بلادِي ...
منْ يَعِشْ مثلِي لابِسًا ثوْبَ الأمَاني
تَسْخَرُ الأيّامُ مِنْهُ أوْ يَمُتْ قَبْلَ الأوَانِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق