همسات الصباح / همسات المساء ــ38 ــ
********************************
" الرواية " لم تكتمل بعدُ ، لقد اصطدمت بأكثر من بطل واحد ، شكلوا نوعيةً في مسارها ، فتعددتِ الأمكنةُ والأزمنةُ التي احتوتْها ، وكذا التلوينات البشرية و العُمْرانية التي صبغتْها . ميلادُ مكانٍ جديدٍ ، علمني أن الكتابةَ حياةٌ بِلُغةٍ تجنحُ إلى الحُلم ، وتُحلِّقُ في فضاءٍ مترامٍ ، يرتقي بالرؤية إلى المحجوب واللا مرئي .
خريطةٌ دقيقةٌ للمكان ، تُضفي على الكتابة جمالَ أشياءٍ لا تَبْهتُ ، بل تُبقِي على يناعتِها، وعافيتِها ، وفصلِها ووصلِها ، تبقيها محلقة ًعلى أجنحةِ بُراق .
لا وجودَ للأسماءِ على " خريطتي " .. تلك التي من المفترض أن تجيء في المنام إلى غرفتي . غالبُ الظن أن غيابها سِرٌّ من أسرارٍ " مَسكونةٍ " أو " مَرْكوبةٍ " حين تَحُلُّ بها الحكاية مستدرِجةً إيَّاها إلى أمكنةٍ معلومةٍ مجهولةٍ .
الأمكنة جزء من الذكرى ، والذاكرة الموشومة ، تَرويها " فكرةٌ " كلما انبعثتْ من ظلالٍ هاربةٍ .. الأرواح دوما تعيش في الأعالي .. والأبدان في السفوح ، لكن تحرسها ملائكةٌ من شرِّ عيونِ الرُّقباء متى كان عبورُ " الجسر " مُحتَّما واجتيازُ حاجزِ " الجمارك " واجباً .
عندما أتذكر بعض الأمكنة ، و بعض الأزمنة ، تُداهمُني أسئلةٌ ، جارحةٌ ، نازفةٌ . تقف عند باب الماضي و تسائل عتبةَ الحاضرِ ، في حلقاتٍ مُتصلةٍ ، ومنفصلةٍ ومتواصلةٍ .. تبتلع كل جسم يقترب من المركز ، في سياقه العام ، وتبقى العواطفُ والمشاعرُ ــ رغم كل التقلبات وكل المواجع ــ مشدودةً إلى حاضر جميل وماضٍ تليدٍ.
بقلم
أسيف أسيف // المغرب //
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق