الثلاثاء، 25 أبريل 2023

همسات الصباح / همسات المساء ــ38 ــ٠أسيف أسيف٠٠٠٠٠

 همسات الصباح / همسات المساء ــ38 ــ

********************************

" الرواية " لم تكتمل بعدُ ، لقد اصطدمت بأكثر من بطل واحد ، شكلوا نوعيةً في مسارها ،  فتعددتِ الأمكنةُ  والأزمنةُ التي احتوتْها ، وكذا التلوينات البشرية و العُمْرانية التي صبغتْها . ميلادُ مكانٍ جديدٍ ، علمني أن الكتابةَ حياةٌ بِلُغةٍ تجنحُ إلى الحُلم ، وتُحلِّقُ في فضاءٍ مترامٍ ،  يرتقي بالرؤية  إلى المحجوب واللا مرئي .

خريطةٌ دقيقةٌ للمكان ، تُضفي على الكتابة جمالَ أشياءٍ لا تَبْهتُ ، بل تُبقِي على يناعتِها،  وعافيتِها ، وفصلِها ووصلِها ،  تبقيها محلقة ًعلى أجنحةِ بُراق .

لا وجودَ للأسماءِ على " خريطتي "  .. تلك التي من المفترض أن  تجيء في المنام إلى غرفتي . غالبُ الظن أن غيابها سِرٌّ من  أسرارٍ " مَسكونةٍ " أو " مَرْكوبةٍ " حين تَحُلُّ بها الحكاية مستدرِجةً إيَّاها إلى أمكنةٍ معلومةٍ مجهولةٍ .

الأمكنة جزء من الذكرى ، والذاكرة الموشومة ،  تَرويها " فكرةٌ  " كلما انبعثتْ  من ظلالٍ هاربةٍ .. الأرواح دوما تعيش في الأعالي .. والأبدان في السفوح ،  لكن تحرسها ملائكةٌ من شرِّ عيونِ الرُّقباء متى كان عبورُ " الجسر " مُحتَّما  واجتيازُ حاجزِ " الجمارك " واجباً .

عندما أتذكر بعض الأمكنة ، و بعض  الأزمنة ،  تُداهمُني أسئلةٌ  ، جارحةٌ ، نازفةٌ . تقف عند باب الماضي و تسائل  عتبةَ الحاضرِ ، في حلقاتٍ مُتصلةٍ ،  ومنفصلةٍ ومتواصلةٍ .. تبتلع كل جسم يقترب من المركز ، في سياقه العام ، وتبقى العواطفُ والمشاعرُ ــ رغم كل التقلبات وكل المواجع ــ مشدودةً إلى حاضر جميل وماضٍ تليدٍ.

بقلم

أسيف أسيف // المغرب //

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله

 لاءات الرفض بقلم :رنا عبد الله العراق 🇮🇶  في زقاق ضيق تفوح منه رائحة الخبز الطازج وأحلام الطفولة، كانت "هالة" تمر كل يوم بجانب ...