الاثنين، 29 مايو 2023

أُسَافِرُ بَعيداً لِأنسَاكِ ٠٠٠٠٠الشاعر معن زيدان السماوي

 أُسَافِرُ بَعيداً  لِأنسَاكِ    


أُسَافِرُ

إلى بَلَدٍ يُؤْنِسُني وَ يُسَلِّيني

يُفْرِحُني وَ يُلهيني

إلىْ جَبَلٍ إلىْ وادٍ 

إلىْ بُحَيرةٍ أو شَلالٍ

إلىْ قَاربِ نُزْهَةٍ يُنَسِّيني

إلىْ شَواطِيءِ رَملٍ تُبَلِِّلُني وَ تَكْويني


أُسَافِرُ  إلى الَمَجْهُول

هُنَاكَ بَعِيداً عِندَ شَواطِيءِ المُحُِبِين

وَ أمَاكِنَ الأُنْسِ وَ التَلاحِين

عِندَ الصخُورِ المُتَلَّطِمةِ بِأمواجِ البَحر

عِندَ سُفن اللَّهْوِ وَالأَشْرِعَة

عِندَ تَمَاثِيلِ الأبَاطِرةِ وَ السَلاطِينِ


أُسَافِرُ كثيراً لأنساكِِ 

لأقاصي الأرض و كهوفِ المجانينِ


أتَظاهرُ بالسرورِ 

بالأبتسامةِ بالمحبةِ  

وَ القَلبُ في الأحشاءِ  يُدمِيني


أُسَافِرُ  وحيداً

لأبكي على صَدى الحياطينِ

وَ أنا لَسْتُ كَمَا أنا 

أَهْرَمُ مِن يَومي ذَاكَ 

وَ جِراحِي بِِكِ تَتَعَاظَمُ  و تُردِيني

تَغلي في أعْمَاقِي وَ تُدْمِيني

 تَلفُّني و تُعَرِّيني وَ مِنَ الموتِ تُدْنِيني


كَأنَهُ مَرَضٌ خَبِيثٌ يَطْوِيني 

لا بَلْ مَرَضي بِكِ أدْهى مِنَ السَراطِينِ 

فَالدَواءُ لِدَاءِ جَسَدْي حَتمَاً سَيداويني

ذَاكَ  الخَبِيثُ  ألَمَهُ دَانٍ مُنْقَضٍ

وَ ألَمي دَائمٌ مُقَيَّدٌ بِسَلاسِلِ حُبِكِ اللَّعِينِ 

يَنْهَشُني يُذِيبُني وَ يَفْنِني


أتَصَارَعَهُ كَلَّ لَحظةٍ وَلا أجِدُ لَهُ مَا يُعَافِينِي


وَ أبحَثُ كَتَاءِهٍ عَنْ سِرٍ يُشَافِيْني

لِعِلَةٍ  في الصَدْرِ تُؤذِينِي مِنْ هَجْرٍ  ألِيمٍ يَنْفِيني


أدورُ وَ أدورُ

فِي الطُرِقَاتِ وَالأزِقَةِ وَ الْبَسَاتِينِ 

بَاحِثَاً عَنْ لَهوٍ عَنْ طَيفِكِ يُغًنِيني


أُسَافِرُ  أمَلاً  بِلِقَاءِ إِمرَأَةٍ  تُلهِينِي

وَ لَعَلَهَا  مَنْ حُبِكِ تُنْجِيني

أُو مَقُالةٍ مِنْ غَرِيبٍ تُوَاسِيني


أوْ أَنْ أَلْقِي تَعويذَة

مَلْقِية فِي الطُرِقَاتِ تُهَدُّئُنِي وَ تُنَجِّينِي

مِنْ سُهَادِي مِنْ صَدُّكِي

مِنْ الحُبِ الكَظِيمِ


أدُورُ بَينَ المَحَلاتِ وَ الدَرابِينِ

بَعِيداً لِأَبكِيكِ

فَجُرْحِي عَمِيقٌ غَرِيزٌ تَغْورُ  فِيهِ عِظَامُ المَوازِينِ


أبحَثُ عَنْ شَيءٍ ...

فِيهِ نَجَاتِي 

فِيهِ نِهَايَةٌ لِأهَاتِي وَ مَلقَاً لِمَرسَاتِي


أُسَافِرُ  لِأنسى فأجِدُنِي أسى

آهٍ مِنْ فُؤَادٍ لَئِيمٍ فِي الجَوْفُ يُعَانِدُنُي

مُتَعَلِّقَاً بِحُبِكِ وَ بِلُئُمٍ يُعَادِيني

وَ شَبَابٍ ذَابِلٍ وَ قِلَّةِ حِيلَةٍ لِحُبٍ جَدِيدٍ يُدلِّينِي


أُسَافِرُ  وَ الْدَمْعُ فِي العِينِ يُعَزِيني

و أُمَنِّي النَفْسَ بِطَيَّبِ الخَوَاتِيمِ

سَئمِتُ التَّرْحَالَ وَ كَثْرَةُ التِّجْوَالِ

وَ كُلُّ المُخَادِعَاتِ المَلاعِينِ

فَمَازَالَ فِي الروح  أمَلٌ يُمَّنِيني

بِعَودَةٍ جَدِيدَةٍ  تُدَنِّيني

أو وَدٌٍ يُرَضِّيني 

وَ عَمَّا فِي الكَوْن يُغْنِيني 


فَما السَفَرِ لِنِسْيَانِكِ يَهْدِيني

وَ لا رُوحي نَاكِرَةُ اليَقِينِ

 فَقَلبي لِحُبِكِ بَاقٍ  أَمِينِِ


—————————

الشاعر معن زيدان السماوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بنت من بلدي💥💥💥منى فتحي حامد

 بنت من بلدي منى فتحي حامد/ مصر أيامنا الحلوة  أيام اللمه أيام خير صدق وكلمة حلوة أب وأم  كيان أسرة لا في طمع أو جشع حقد أوحسد  لا أنانية من...