قصّة قصيرة جدّا
حقيبة العمر
أمسكت يدي المرتعشة و ضوء القمر قد تهادى على شغاف القلوب المكلومة.. بصوت متهدّج:
-بخور الجاوي و عشبة الحرمل فوائدهما روحانيّة..ستبعد عنك الأذى.. صدّقني و افعل ما أمرتك به..!
-أنا لا أقدر و ليس لي علم بهذه التّرهات و الشّعوذة..!
مالت عليّ هذه المرّة..لامست جسدي المصقع:
-أنت وحيد، بحاجة إلى الأنس؛دمّرك الجفاء..!
كان صوتها هذه المرّة يحاكي جلاجل الزّمن و يردي صدمات الأيّام؛ كيف لا و أنفاسها الدّافئة راحت تزغزغ عواطفي الكامنة و تأجّج جمر عنفوان شبابي لأيّام خلت..!
بدت عروسا في ليلة زفافها بفستانها النّاصع الرّجراج..باركت جسدي الجاثم على ركبتيه أمامها.. خصفته بأوراق التّوت الغضّة.. راحت تبتسم ابتسامة ظننتها سرمديّة.
بكى طفلي المدلّل من هول ما رأى و سمع؛عندها لاح سنا الفجر مع مباركة صياح الدّيوك و أسرار نسائم الرّوح.
الأديب:عبد الستار عمورة.
28/05/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق