🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
(دِيوَانْ الْـحَـصِـيفْ 5)
{ 1 }
الـصَّـدَاقَـةُ
بِـدَايَـةً الـصَّـدَاقَـةُ لَا يُـبْــحَـثُ عَـنْـهُــا
وَبِالتَّالِي فَـالـصَّـدِيـقُ لَا يُبْـحَـثُ عَـنْـهُ
فَـالـصَّـدَاقَـةُ كَـالْـحُـبِّ
فَـكَـمَــا يَـأْتِـي إِلَــيْـكَ الْـحُــبُّ وَحْـدَهُ
وَيَـأْتِـي فَـجْـأَةً وَبِـدُونِ طَـلَــبٍ مِـنْـكَ
وَبِـــدُونِ حَـــتَّـــي أَيَّ مُـــقَـــدِّمَــــاتٍ
فَـكَــذَلِــكَ الــصَّــدَاقَــةُ بِــالــضَّــبْــطِ
قَدْ تَـأْتِـي فِي رِحْلَةٍ أَوْ فِـي مُـوَاصَلَـةٍ
قَدْ تَـأْتِـي فِي مَرْحَلَـةٍ عُمْرِيَّةٍ مُعَـيَّـنَـةٍ
قَدْ تَـأْتِـي فِـي دِرَاسَـةٍ أَوْ مِـنْ جِـيـرَةٍ
قَدْ تَـأْتِـي فِـي إِحْـدَي الــسَّــفَــرِيَّــاتِ
الْــمُـــهِــمُّ أَنَّــهَـــا تَــأْتِــي وَحْـــدَهَـــا
وَهِيَ فِي كُلِّ ذَلِكَ فَهِي كَالْحُبِّ تَمَامَـاً
وَتَخْتَلِفُ الصَّدَاقَةُبِحَسْبِ كُلَّ شَخْصٍ
فَكُلُّ شَخْصٍ بِحَسْبِ تَرْبِيَتِهِ وَتَنْشِأَتِهِ
وَأَدَبُــــــهُ وَأَدَابُـــــــهُ وَأَخْـــــلَاقُــــــهُ
يَـتَـكَـوَّنُ مِـقْـدَارِ الـصَّـدَاقَــةَ دَاخِـلَــهُ
فَـهُـنَـاكَ صَـدِيـقٌ
لَا يَـعْـرِفُ مِـنَ الـصَّـدَاقَـةَ إِلَّا إِسْـمَـهَـا
لَا يَعْرِفُ قَدْرَ صَدِيقَـهُ إِلَّا أَمَامَهُ فَقَـطْ
فَـذَاكَ بِـحَـسْـبِ تَـرْبِـيَـتِـهِ
لَا يَـعْـرِفُ حُرْمَـةَ وَلَا أَمَانَـةَ الصَّـدِيـقْ
وَإِنِ اسْـتَــطَـاعَ أَنْ يَــأْكُــلَــهُ لَأَكَــلَـــهُ
وَإِنِ اسْتَطَاعَ نَـهْـشَ عِرْضَـهُ لَمَا تَـرَدَّدَ
وَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَـخُـونَـهُ لَـمَـا تَـأَخَّـرَ
وَهُـنَـاكَ صَـدِيـقٌ
نَشَأَ وَتَرَبَّي وَتَرَعْرَعَ فِي بِيئَةٍ صَالِحَـةٍ
ثُمَّ هُـوَ أَكْمَـلَ ذَلِكَ وَأَدَّبَ وَرَبَّي نَفْسَـهُ
فَـــهَـــذَا لَا يَــــخُــــونُ صَــدِيــــقَــــةُ
حَـتَّـي وَإِنْ أُتِــيــحَـتْ أَلْــفَ فُــرْصَــةٍ
لَا يَبِيعَهُ لِخَصْـمِـهٌ مَـهْـمَـا كَـانَ الـثَّـمَـنُ
فَـهُــوَ عِــنْــدَهُ غَـالٍ وَثَــمِــيــنٌ جِــدَّاً
لَا يَبْـخَـلُ عَـلَــيْـهِ بِشَـيِـئٍ ، أَيَّ شَـيْـئٍ
لَا يَـتَـأَخَّـرَ عَـلَـيْــهِ عِــنْــدَ الْــحَــاجَــةَ
لَا يُـــفْـــشِـــي سِـــرَّهُ مُـــطْـــلَــــقَــــاً
لَا يَــخْـــسَــرُهُ لِأَسْــبَـــابٍ تَــافِـــهَــــةٍ
عَـدَدُ الْأَصْـدِقَـاءَ
لَـــيْــسَ لِـلـصَّـدَاقَــةُ عَــدَدٌ مَــعَــيَّــنٌ
فَـالـصَّـدَاقَـةُ الَّـتِـي بَـيْـنَ صَـدِيـقَــيْـنِ
إِذَا كَانَـتْ صَافِـيَـةً صَـادِقَـةً فَهِيَ رِزْقٌ
فَقَدْ تَجِـدَ شَـخْـصَاً لَهُ صَـدِيـقٌ وَاحِـدٌ
وَفِـي نَـفْـسِ الْـوَقْــتِ هُـوَ يُــغْــنِــيــهِ
عَـنْ كَـثْــرَةِ الْأَصْـدِقَـاءَ وَالـصَّـدَاقَــاتِ
بِوَفَائِـهِ وَحِلْمِـهِ وَرَحْمَــتِـهِ وَمَـا شَـابَـهَ
وَهُـــنَـــاكَ مَــنْ كَــثُــرَ أَصْـدِاقَـــائُـــهُ
فَــهِــيَ كَــمَـــا قُــلْـــنَـــا رِزْقٌ بَــحْــتٌ
كَــــمَـــــا الْأَرْزَاقُ فِـــي أَيٍَ شَــــيْــــئٍ
مَـتَـي تَـقْـطَـعَ تِـلْـكَ الـصَّـدَاقَـةَ؟
إِذَا ظَهَـرَ لَـكَ فِي وَقْـتٍ مِـنَ الْأَوْقَـاتِ
خِيَـانَـةَ ذَاكَ الـصَّـدِيـقُ وَعَدَمَ وَفَـائُـهُ
فِـي أَيِّ مَـنْـحَي مِـنْ مَـنَـاحِي شُرُوطُ
الـصَّـدَاقَـةَ وَضَـوَابِـطَـهَــا وَأُصُولِـهَــا
فَـعَـلَــيْـكَ بِإِنْهَـائِـهَـا فَـوْرَاً وَبِـلَا تَـرَدُّدَ
قَـبْـلَ أَنْ يَـتَــفَــاقَــمَ الْـوَضْـعُ أَكْــثَــرَ
وَأَنْ تُــنْــقِــذَ مَــا يُــمْــكِــنُ إِنْــقَـــاذَهُ
ثُـمَّ لَا تَـقُــومَ بِـالْـبَــحْـثِ عَـنْ بَـدِيــلٍ
لِـذَاكَ الَّـذِي كُـنْـتَ تَـظُــنُّــهُ صَدِيــقَــاً
لَا لَا لَا تَـبْـحَـثَ ، وَدَعْـهُ يَـأْتِـي وَحْدَهُ
إِنْ كَـــانَ الله مُـــقَـــدِّرَاً أَنْ يَـــكُـــونَ
ََْ الشَّاعِرْ حُسَامْ/حَسَنْ
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق