نخلة مِن نخيل العراق
.......
نكره الموت
وإن كان حَتمِية مشوار الحياة
وآخر الطريق التي لا نعرف اين نهايتها فيها
فتنتهي بدمعة وحزن وألم
على غير بدايتها التي تبدا بصرخة
وزغاريد وافراح وليالي ملاح
كنخلة تسقط
قبل ان تُعطي كلّ ما حملت
وما كان بالامكان ان تمنحنا من طيب الثمر
لو تأخّر سقوطها
هكذا سقطت نخلة كريم العراقي
فتجاوز الحزن والالم والبكاء ضفاف دجلة والفرات
لنحزن مع بغداد
ونبكي مع بغداد
ونرثي مع الكَرادة
رثاء الشعراء للشعراء الطّيّبين
والمغَنّون باصوات الفقراء
على بلادٍ ، داسها الغزاة الغرباء
وأفشوا فيها الفساد والخراب
على مَرآى عيون الجبناء
مِن زنادقة العرب
وهولاكو عاد بالف ثوب وثوب
والف وجه ووجه
يقطع النخيل ويُلوّث دجلة والفرات
ويدوس الرّقاب
ويحرق اطفالا بملجىء العامرية
ويسرق وينهب كما اللّصوص
وهو اللّص وسَيّدهم
فكيف لا يقتلك الحزن
ولا نغضَب ؟!
فَأيّ توابيت الحزن سَتَتَّسِع لنا ؟
وهل مِن حدود
لفيضان الغَضَب فينا يوما ما !!
ستكون إذا فضنا وثُرنا مِن جديد ؟!
وأعَدنا لدجلة المسار الذي عهدناه
ونخيله على ضفتيه
فسلامٌ على نخلة من نخيل العراق
اسمها كريم العراقي
***
الكاتب جميل ابو حسين / فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق