ما انا الا انت وما انت الا انا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سألني احدهم يوما ما وانا قابع في زقاق اقطنه وفقراء الحي ، فبادرني بسؤله هل انت شاعر ؟ فلت لا يا اخي انا عند جرف هار من حرف بالي ولا اجرؤ على الرد ، قال ما البحر الطويل ابتسمت وقلت كرقبة بعير ، والمديد مد بصره المتهالك والبسيط كمن يبسط كفه لعطاء عقل فيمس مجنون والوافر منه كوفرة الهم الذي اعيش والكامل لمن لم يكتمل كمثلي المستضعف والهزج كدكة الهجع والرمل كشاطئ الفرات الذي وقر والمنسرح ليس كلحيتي الكثة المعفرة بسيجار خبيث والخفيف كخفة عقلي .. قال كفى يبدو ان عقلك مضروب ( فيوز ) ضحكت ،قلت لاكمل الصراع رغم جسدي النحيف ولست مصارع كصعوبة بحر المضارع الذي يؤجج عندي اللواعج وانا انازع المواجع بعقل كبحر المقتضب ، فأحاول قربة لرنق القول بقلب خُم بالصبر ولسان القى حباله على الغارب فما ولج المتقارب ولكي لا يجتثني ما ادعيه بباطل سقيم دنا من به اللكن فطرق باب البحر المجتث فجاء الخطاب له ادينك من فمك ، قال يبدو اني قد طرقت بابا صدع رأسي ومقتني بنظرة غريبة وهو يهز كفيه ان هذا جنون ، فدلفت غرفتي وبي عبرة عرجاء اخاطب الذات من انا الا انت وما انت الا أنا ، فعد عزلتك ولا تسأل عما تضمره الايام لك فلا احداً يعيرك سلاحة في الهيجا وانت ولجتها بدون سلاح ولا تمتلك العضد القوي لترد حجراً من حيث اتى ولا يستقيم ظلك المعوج لعودك المنحني عندما يأتيك احدهم فيكون جهبذا ليحرم السيجار المعوث بين يديك وكأن الفقه قد استند على نتف شارب طويل وتقليم شجرة اللحية بشفيير حاد حتى ترغبك النساء وتنظر اليك بأنك ذاك الجسد بقلب شاب ، وانت تتعكز على على ذفنك لشربة ماء ( بطاس فافون ) لان الكأس لم يصل فمك الا للكرام في دهر حلب اشطره الجهلاء .. اعلم بمحدودية المحتاج بأن هنالك أذن موسيقية تتوحد مع موهبة وهبها الله لمن يخط شعرا" وصورا" جميلة تفوق الخيال وقد يتعرض كل شاعر الى الشطط والزحاف وأخطاء لغوية لا ينجو منه وحتى ما وصلنا من الشعر العربي ليس مزكى من هذا الابتلاء والعلل ومحاولة بهذا تجدي لتحريك وتنشيط الفكر لمن يحب أن يصدع رأسه وليس كمثلي الذي تفلتت مني على كبر كل ما درست وهذا ناجم عن النسيان وضعف الذاكرة ما تقدم بنو الإنسان فلا بد من عقول نيرة أن تحافظ على هذا الإرث العظيم لغة العرب شعرا وأدبا واعلم باليقين يان الجهد الجهيد يولد الابداع لا الابتداع وان الله يختار لكل زمن رجال دهر يحافظون على مكنون اللغة وذاك خيار لمن يساهر النجم حتى لا تكسر شوكة المجيد من ادب الامة .. ما دلفت لهذا الا لنازعة تؤلمني بينما أرى ثلاث من الطلاب يتقاذفون كتاب التاريخ بعد نهاية امتحان فاستهجنت الامتهان وإذا به تاريخ العراق الذي اختصره الاغبياء بالفراقع وهز الوسط بسعادة كاذبه بفوز مرشح او عيداً خارج الاعياد وعند ذاك قلت بأس قوم كثرت اعيادهم وانا امر بدراجتي المتهالكة واحدهم يرميني بلعبة نارية ابتسمت له وكان هذا ردي فراح يمزح بأن ارفع ( الجامه الجانبية للدراجة القديمة) لكي أتقي جمرات العابثين بكل حدب وصوب ، فاخترت طرقا ملتوية وازقة الفقراء من اهلي كي انجو وافلت من طارئ الجهالة الذي يحد من كرامتي بعد ان تراكمت الاوجاع في زمن ضاع به الحق مذهبه وتوفي الشعر في غمدة فبات الوطن شجرة مثمرة تطالها احجار العابثين ليمضغوا تمره وينحروا رقبته ليستسقي غيرهم دمائه التي علت مقد الارض التي ستحكي بقابل عن معتزل بقفول حجاب الصمت وفاه اصابه اللكن لتساقط النواجذ والناب ولا يقدر استدراك ما فقد كما في بحر المتدارك لفائئة وقد بات الطُعم له ( ثريد ) ينساق لمجهول في قالون في قوم سامدون .
ابو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق