الأربعاء، 8 مارس 2023

العرّافة٠٠٠٠٠د.الأديب عبد الستار عمورة الجزائر

 العرّافة

ينتظرن متلفّعات بملاءات بيضاء و سوداء وأنسام الفجر تلثم الأفنان في رقّة ورفق.

ستار أبيض شفّاف يحول بينها و بينهنّ.

طال الإنتظار لبعض الوقت وخفقان أفئدتهنّ يسابق أحلامهنّ ..

-أبطأت هذه المرّة ..همست إحداهنّ بصوت خفيض و أخذت في تفقّد الحقيبة المنبعجة.

بصوت شجيّ تلفّظت صاحبة الطّول الفارع

ربّما داعبها النّعاس وأنساها انتظارنا و أنهت كلامها ببسمة مازحة.

كان الباب الخشبيّ مافتئ يصارع أزمنة مصغبة وكلّه كبرياء .اقتربت منه صاحبة الوشم الأمازيغيّ و الّذي ترك لمسة إبداعيّة على خدّيها وجبينها ..تصببت عرقا باردا ..ارتجفت أوصالها ..تسارعت دقّات قلبها ..هوت كغصن في عنفوان العاصفة.

اسرعن إليها ، أسعفنها برذاذ ماء وعطر أزكم أنفها.

 قلقلة مفتاح .. رافقه صرير مرعب ..صوت متقطّع حرّر جدالهنّ.

ساد صمت رهيب .. رفرفة أجنحة بيضاء أبهرتهنّ ! استقرّت على كتفها كلجة ناصعة.

- زوجي جافاني ..و بصوت مرتجف أردفت قائلة : - أريده أن يهتمّ بي ، أنا خائفة ! أرجوك ساعديني ..!

 دنت منها أخرى و في نبرة صوتها عزم :  -أريد التّحكم ، لا أرضى به بديلا .

- أمّا أنا فإنّي خائفة أن يتزوّج ! لا أريد من ينافسني في مملكتي ولو قدّمت حياتي قربانا.

كانت تلوك الكلمات بصوت متقطّع تارة ومسترسل تارة أخرى مع بحّة ملفتة.

تقدّمت أصغرهنّ بخطى وئيدة ، مكسورة وكانت على استحياء ..!

- أود أن يصرخ صغير في حضني ..هو يهدّدني ..عائلته تبغضني .. أنا مريضة.

ساد السّكون لبعض الوقت.

طفق الهديل يشجي مسامعهنّ ..أومأت لها ،  بإشارة من يدها والّذي أحدث جلبة خفيفة لأساورها ؛ طارت بعيدًا.

قدّمت لهنّ المستور في قراطيس ورقيّة ، استوصت كل واحدة بما تفعل.

فوضى عمّت في اقتسام الغنيمة ؛ لقد نفشت فيها غنم القوم.


د.الأديب عبد الستار عمورة الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بنت من بلدي💥💥💥منى فتحي حامد

 بنت من بلدي منى فتحي حامد/ مصر أيامنا الحلوة  أيام اللمه أيام خير صدق وكلمة حلوة أب وأم  كيان أسرة لا في طمع أو جشع حقد أوحسد  لا أنانية من...