الأربعاء، 8 مارس 2023

(( صمت تحت وطأت الحياة ))قصة قصيرة••••الكاتب واعلامي وائل الحسني

 قصة قصيرة

بقلمي الكاتب واعلامي وائل الحسني


(( صمت تحت وطأت الحياة ))


الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل ..وطلائع الخريف الباكرة تهيمن على الأفق ..فرياح السوافي تنوح على ذوا بات الشجر فترتعد خوفا من نذير الجفاف ..شخير مزاريب المطر المتواصل مازال يعزف أنغامه للطبيعة ..كنت جالسا في غرفتي ومن حولي جدران الغرفة تتربصني مثل الأشباح .. ليس هناك سوى أوجاعي ارمرمها لأنهض من جديد .. كان قلمي يسير على صفحات الورق ، وشريط الذكريات ينصب أمامي ، كنا نسير والحب نديمنا والقمر رفيقنا ، وكيف تقاسمنا الملذات بالأمس .. لقد أعطت الحياة والجمال معنى آخر لنا وسارت أجنحة الحب ورآنا .. ففي هذا الوقت من الليل وقسوة الشتاء يذهب الجميع إلى مضاجعهم يبحثون عن الدفء وأحلام وردية ..بعد نهار حافل بالتعب والعمل من اجل التقاط لقمة العيش التي أصبحت هي المحرك الوحيد في سير عجلة الحياة .. وإنا في هذا الوقت جالس أتلفح بعزلتي واتشظى بظنوني أصارع سلطان النوم الذي انتظره ببالغ الصبر عسى أحلام الليل تبعد عني وسواس حبك الراحل وذكرياته المؤلمة والحزينة .. لو تعلمين أن الذين يقتلون روحين طيبة يتنعمون بطهارة الحب ثم يرموها إلى الأقدار لكي تتوجع وتتألم هم أقسى من الذي يقتل نفس بريئة .. لان الأول يتركها تتعذب والثاني يريحها من العذاب ،لو تعلمين أننا نعيش مع بعض من الناس الذين لا يعرفون معنى للحب سوى كلمة متواجدة في صفحات الكتب ويقولون مع نفسهم ان هذه الكلمة تآكلت مع مرور السنين والأيام الماضية ،كما تأكل الأرضة الخشب .. لقد ولى ومن رميو وجوليت ،وقيس وليلى وغيرهم من الذين يعتبرون أن المحبة هي سمه علوية تفرض نفسها رغم انف الظروف .. لا يدركون أن حبهم الخالد سيظل ماثل في صفحات الزمن وان التاريخ لم ينسى تضحياتهم .. سيدتي العزيزة : الفقراء في هذا العالم الدموي والملأ بالفوضى والجنون هم البؤساء الحقيقيون لكونهم سيظلون مسحوقون ويغصون بمرارة الألم والحرمان وليس كما يشعر به الأغنياء .. السبب كونهم لا حول ولا قوة لهم ، ولم يستطيعوا توفير الراحة الاولادهم وستظل قسوة الحياة تلاحقهم .. اليوم هناك بعض الفتيات يوهمن أن المادة الحياتية هي التي تصنع المعجزات وان الحب في نظرهن أن يكون سروال جيب الرجل مليء بنقود ..يال باس هذه النظرية الجفاء .. لم يعرف وان المحبة هي تفاق الخاطرين على معنى واحد .. فما أعذبني من إنسان مرميا في تخوم الوقت تتهشم قلاعي لتعلن عن صك البراءة من ذلك الهشيم المتناثر .. فأنا خطايا من حجر والزمن بينهما .. عندما ساقني الشوق أليك كانت السنين تصفر كل غرف الفارغة وأيام العمر تسقط من عليائها كالشلالات .. وظل مطرك يسقط ..ويسقط وأنا اركض هائما وأتبلل .. فالنفس التي يعذبها الشقاء هي اليوم تشكي وتتألم ، إلى متى يأكل الشوك الحسد ونرمي بالمزمار في الهواء ..؟ إلى متى وأنا أخاطب العيون المظلمة ..؟ لقد أتلفت  جسدي متبعا خطواتك ، كان قلبي ملكي فصار لديك أسيرا ، لقد تركت ملذات حياتي وشهواتي وسرت بجوارك فانقضى علي بعدك ، في السابق كنت أرى السعادة بجوارك ..وانبثقت ينابيع الحياة من جديد في داخلي .. اليوم التفت إلى جميع الجهات من هذا العالم فلم أجد سوى ذاتي الموجعة وأنا صامتا أخاطب الليالي وضجيج البحر يشبه الرعود والعواصف ، أتذكرين عندما رايتك تلوحين بيدك نحوي وتقتربين مني .. لو تدركين حينها أن شجرة الحياة أورقة في داخلي من جديد ، حينها سكنت عواصفي ورأيت أسرار الحياة محيطة بك .. والأيام تغني فرحا بنا ، تم كل هذا بدقيقة واحدة مؤلمة من نظرة وكلمة وتنهيدة وقبلة تلك الدقيقة جمعت نفسينا وأمانينا الآتية ... حبيبتي كنت في الأمس كوردة القرنفل الخارجة من قلب الأرض إلى نور النهار .. لو تعلمين أن تلك الدقيقة كانت هي أول بداية حياتي معك ، تلك الدقيقة التي مدت روحينا وجعلت الظلمة في أعماقي شعاعا والكآبة سعادة منغمرة والحزن فرحا جميلا منعما بالمرارة كم بقيت لأيام وحيدا أصارع تلك العزلة الخرافية والمحبة تناديني أليك .. وكم تركت مضجعي وأنا اسمع ندائك المقدس يناديني .. اسمعه بعد أن سكنت جميع المخلوقات إلى وكارها والنعاس اسكر جفون سكان الأرض .. وأنا باقيا ألبي نداتك ، كان قلبي يخفق مثل غصن تلعب الرياح به .. ولكن كل ذلك ذهب ، حيث تجرعت سمك بمرارة قاسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بنت من بلدي💥💥💥منى فتحي حامد

 بنت من بلدي منى فتحي حامد/ مصر أيامنا الحلوة  أيام اللمه أيام خير صدق وكلمة حلوة أب وأم  كيان أسرة لا في طمع أو جشع حقد أوحسد  لا أنانية من...