ذاكرة ناقصة 18….
————————
سماح بنت الجيران .جميله هادئة. تعرف جيدا كيف تعقد خصلات شعرها الطويل .أحبها عندما ترتدي فستانها الأحمر .أظل اراقبها وهي تمشي بخفة وتزرع إبتسامات حالمة هنا وهناك ..إلى أن تصل البيدر. تضع قربة الماء على الارض وتنحني على زهرة عباد الشمس .تمسكها بأطراف أصابعها ثم تضم شفتيها وتغمض عينيها وتقربها من أنفها لتشم الرحيق. كنت أراقبها من بعيد .ليس بعيدا جدا اخترت مكانا قريبا من الب… لأنني أعرف أنها ستأتي إلى هناك .حالمة هذه البنت ..قالت مره لرفيقاتها وقد سمعت ذلك بأذني- حين أغمض عيني أشعر أنني أطير مثل النوارس ..أخبو وأعلو أرى الدنيا أسفل مني لكنني لا أرى وجه من أحب -
افصحت سماح عن حب دفين .لكن لا أحد من رفيقاتها يعرفن من هو .ولا أظنها تحبني رغم أنها تعرف أنني أراقبها حتى أثناء الليل ..انط من دارة لأخرى متسلقا أسطح عباد الله لاستقر على سطح البنايةالمقابلة لنافذة غرفتها. أكرهها عندما تطفئ النور واحبها عندما تطفئ المصباح وتوقد شمعة .. تنزع ثيابها إلا مايستر عريها ثم ترتمي على السرير ثم تضيع وتضيع في ملكوت الله ولكن بمن تفكر يا ترى .أحبها ابنة الضالين وكم من المرات أردت إقتحام غرفتها دون جدوى .
ها هي ألان تقترب من المكان .تركت زهرة عباد الشمس وراحت تورد الماء .ياله من شقاء .هل أخرج لها الآن .ماذا عساي أقول ؟.هي لم تعترف أنني كبرت وفي كل مرة تحتاجني كانت تناديني تعال يا ولد .طلبت منها مرة أن تعطيني قبلة فرفضت بل صارت تضحك .حتى أنت يا نعمان هكذا قالت وأنا خجلا من رفضها منكس الرأس .كم تمنيت أن تبتلعني الارض لكنها عادت تقول - أنت أخي الأصغر لن تستفيد شيئا من قبلة تحملها الرياح .لم أفهم كلامها لكنني أصبر حتى أستفيد .اقتربت من الجبجيه أنزلت الدلو في الجوف .تفرقع الماء انحنت بهامتها الطويله وارتمى شعرها على حاشية الجبجيه. قلت ياويلي سمعتني قالت من هناك ؟وحين خرجت لها رفعت هامتها فتراقصت زهرات عباد الشمس .فشعرت أن لا ماء في البئر وقلبي عطشان
————————
على غالب الترهوني
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق