الفروق الدلالية في اختلاف الرسم القراني لكثير من المفردات العربية
نلاحظ فروقات بين رسم كثير من المفردات القرانية وعندما نسأل عنها اونقرأ اونستمع الى محاضرة دينية يتأكد لدينا من كل هذا انه تلاعب او عدم معرفة من الذين كتبوا القران فاصبحت لدينا قناعة ان هذه المفردات دلالتها واحدة سيما اذا رأينا رسم بعضها قد تغير عن اصله في القران الكريم عندما نقل الى مصادر اخرى فنجزم ان الصحيح كما غيره المفسرون وليس الاصل الذي في القران ولكن الحقيقة انه لم يلتفت المفسرون والمتدبرون عبر قرون وفي الوقت الحاضر ايضا الى الدقة الدلالية لعربية القرآن، ونسوا ان هناك خبراءً في القران هم اهل البيت واولهم الامام علي عليهم السلام الذي خلف الرسول وان بعد حين لكنه لايمكن ان نظن انه ترك القران كما هو لكن الذين جاءوا بعد اهل البيت من علماء المسلمين اما هم لم يعطوا الموضوع اهمية او كانوا فعلا يجهلون ذلك ولم يلتفتوا اليه لذلك نجد منهم من يتهمون الكتبة بالجهل هذه الايام والحقيقة انه لكل لفظ دلالة ولايوجد لفظان فى المصحف لهما نفس الدلالة طالما أنهما اختلفا فى الرسم ولو فى حرف واحد أو زاد المبنى لأحد منهم حرف واحد، فلاتغيبر فى شكل اللفظ دون تغيبر فى دلالته، بينما أعطى المفسرون تاريخيا اهتماما بالغا للقواعد النحوية التى وضعها سيبويه ولألفية ابن مالك، ولو أنهم أعطوا نفس الاهتمام الذى أعطوه للقواعد النحوية لعلم الدلالة لألفاظ المصحف لفهموا معانى ومقاصد الآيات.
فالقرآن هو كتاب الفاظ ومعانى قبل أن يكون كتاب قواعد نحوية، ولقد تميز بدقة الدلالات لألفاظ فيه بشكل معجز وبالفصل بين دلالات الألفاظ بشكل ملفت كذلك، فدقة القرآن حصرية ومعجزة كذلك للمتفحص وللمتدبر الذى يهدف الى الوقوف بدقه على دلالة كل لفظ من الفاظ الكتاب، حيث يغير ربى فى رسم اللفظ ليشير إلى دلالة جديدة، وعليه نفهم فورا عند تغير الرسم للفظ أن هناك تغيرا فورا فى الدلالة؛
ف رأى غير رءا وامرآة ليست هى امرآت ونعمة غير نعمت ورحمة غير رحمة وصلاة غير صلوت وغير صلوة، واسطاعوا مختلفة الدلالة عن استطاعوا ويطهرن غير يتطهرن ويسطع غير يستطيع، وفى عربيه المصحف جاء غير اتى والانزال غير التنزيل والبلاغ غير الابلاغ والذنب غير السيئة والعرش غير الكرسى والرجس غير الرجز والنبأ غير الخبر والعمل ليس هو الفعل والكفر ليس هو الشرك، والفقراء ليس هم المساكين، الموت غير الوفاة والروح ليست هى النفس فكل دلات هذه المفردات مختلفة..
و(رأى) مختلفة الدلالة عن (رءا) فى رسم عربية المصحف والفرق فى نوع الرؤية طبعا فهناك نوعان يميز بينهما الله تعالى الرؤيه المنامية فى الحلمة ورؤية اليقظة، قال تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ).
وقال تعالى (فَلَمَّا رَءا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ)
ونفهم من دقة عربيه القرآن ان
(رأي) : حلم (رؤية)
( رءا): شاهد بعينيه
امثلة على آيات( رءا) التي نجدها في كل المؤلفات رأى:
قال تعالى ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَیۡهِ ٱللَّیۡلُ رَءَا كَوۡكَبࣰاۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَاۤ أُحِبُّ ٱلۡـَٔافِلِینَ﴾ [الأنعام ٧٦]
قال تعالى ﴿فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغࣰا قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَىِٕن لَّمۡ یَهۡدِنِی رَبِّی لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ [الأنعام ٧٧]
قال تعالى ﴿فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةࣰ قَالَ هَـٰذَا رَبِّی هَـٰذَاۤ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَتۡ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام ٧٨]
قال تعالى ﴿فَلَمَّا رَءَا أَیۡدِیَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَیۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِیفَةࣰۚ قَالُوا۟ لَا تَخَفۡ إِنَّاۤ أُرۡسِلۡنَاۤ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطࣲ﴾ [هود ٧٠]
قال تعالى ﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَاۤ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَ ٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلۡفَحۡشَاۤءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِینَ﴾ [يوسف ٢٤]
قال تعالى ﴿فَلَمَّا رَءَا قَمِیصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَیۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَیۡدَكُنَّ عَظِیمࣱ﴾ [يوسف ٢٨]
قال تغالى ﴿وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ٱلۡعَذَابَ فَلَا یُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ وَلَا هُمۡ یُنظَرُونَ﴾ [النحل ٨٥]
قال تعالى ﴿وَ رَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ یَجِدُوا۟ عَنۡهَا مَصۡرِفࣰا﴾ [الكهف ٥٣]
قال تعالى ﴿إِذۡ رَءَا نَارࣰا فَقَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوۤا۟ إِنِّیۤ ءَانَسۡتُ نَارࣰا لَّعَلِّیۤ ءَاتِیكُم مِّنۡهَا بِقَبَسٍ أَوۡ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدࣰى﴾ [طه ١٠]
قال تعالى ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُوا۟ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّاۤ إِیمَـٰنࣰا وَتَسۡلِیمࣰا﴾ [الأحزاب ٢٢]
قال تعالى ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ﴾ [النجم ١٣]
قال تعالى ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِینِ﴾ [التكوير ٢٣]
أمثلة على آيات (رأى): الرؤية المنامية
قال تعالى ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ ﴾ [النجم ١١]
قال تعالى ﴿لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ﴾ [النجم ١٨]
قال تعالى ﴿وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّیۤ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَ ٰتࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـٰتࣲۖ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِی فِی رُءۡیَـٰیَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡیَا تَعۡبُرُونَ﴾ [يوسف ٤٣]
قال تعالى ﴿إِذۡ قَالَ یُوسُفُ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ﴾ [يوسف ٤]
قال تعالى ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡیَ قَالَ یَـٰبُنَیَّ إِنِّیۤ أَرَىٰ فِی ٱلۡمَنَامِ أَنِّیۤ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ یَـٰۤأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [الصافات ١٠٢]
منقول بتصرف للفائدة
عباس كاطع حسون/العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق