ذكرى الدار
يا ليلُ كم فاضت مشاعرُنا
لرؤيا البيتِ وانهالت له العِبرُ
فناء البيت كم حطت به صورٌ
وكم فاضت له الاشجانُ والصورُ
وسقفُ البيت كم آوى لناسهرا
فليت السقف لم يُقضى به السهرُ
وبيت التبنِ كم طفنا بجانبه
وغاب البيت لم يبقى له أثرُ
وخيط ُالفجرِ كم سارت به امي
تجوب السهلَ كي يُجنى لنا الثمر ُ
صباح الديكِ كان لأمّنا جرسٌ
وعند النوم كان رفيقها القمرُ
وجوفُ الليلِ كم غنى بصوت ابي
يبثُ الأمنَ يؤنسُنا به القدرُ
سكونُ الليلِ كان يعيدُصوتَ ابي
ويدعو الله أن تُعطى لنا الدُرَرُ
وفي أذني بقايا من صراخِ أخي
يكاد الزيتُ في المصباح ينحسر ُ
صغار الحيِ كم طافوا ببيدرِنا
يقومُ اللهوُ والفوضى اذا حضروا
يطيب الضحكُ والصرخاتُ إذ كانت
تغزو مجالسِهم وتجمعهم اذا انتشروا
وخلف البيتِ كم دارت لنا قصصٌ
صغارُ الحيِ في الحاكورة ائتمروا
وأُنْسُ البيتِ ما حلّ الصغارُ به
قَتامُ البيتِ إذ سكانهُ كَبُروا
وكم جالتْ بنا الطرقاتُ في نهمٍ
فليس يهمنا حرٌ ولا مطرُ
وكم كانت نساء الحي تُسمِعنا
حكايا الغولِ والغيرانِ إذ عبَروا
هم الجيرانُ كم جلسوا بحوشتِنا
كم قصّوا وكم ضحكوا وكم سَمِروا
فليت العمرُ إن شئنا يعود بنا
لذاكَ العهدِ لا همٌ لا ضجرُ
وليت البُعدُ ما هبّتْ نسائمهُ
وليت الأهل ما بعُدوا وما هجروا
أماتتْ قسوةُ الدنيا طفولتَنا
ومات الوُدُ والجيرانُ والخبرُ
إبراهيم شتيوي الرواقة
من الأردن